News
It is difficult to differentiate neo-democratic Islamists from the supporters of violent extremism
In an interview with the Tunisian newspaper Al-Maghreb, EFD Senior Fellow Bakary Sambe says that the Libyan crisis has contributed to the spread of jihadist groups in northern Mali and in the region of southern Algeria.
اعتبر الباحث المالي بكري صمب الأستاذ بجامعة غاستون برجي بسان لوي (السنغال)، ومدير مرصد الحركات المتطرفة، والنزاعات الدينية بإفريقيا؛ ان الأزمة الليبية، ساهمت في انتشار المجموعات الجهادية في شمال مالي
وفي منطقة الجنوب الجزائري. وقال في حديث هاتفي خاص لـ «المغرب» مباشرة من باماكو ان هدف هذه الجماعات هو إثارة الشعارات المناوئة للغرب؛ في وجه الأنظمة القائمة وإيقاع الغرب في فخ التدخل العسكري ، لافتا الى ان الغرب وفرنسا على وجه أخص، معنية بكل التطورات الأمنية في هذه المنطقة. مشيرا الى تصاعد القلق الامني من قيام مجموعات إرهابية جنوب ليبيا؛ تملك قواعد للتدريب والتجنيد المكثف للجهاديين
برزت في الآونة الاخيرة نشاطات كبيرة لما يعرف بالقاعدة في منطقة الساحل وشمال افريقيا فما هي اسباب هذا الصعود ؟
لم تكن الصحراء في يوم من الأيام حاجزا غير قابل للاختراق إنما كانت بحرا داخليا حقيقيا؛ فهي تسمح بالانتقال من ضفة إلى أخرى؛ وعندما برزت إلى الوجود، ظاهرة الجماعة الإسلامية المسلّحة وتلتها ظاهرة الجماعة السلفية للدعوة والقتال؛ بالجزائر، كان لا بد لنا أن نتوقع لهما توغّلا سريعا في إفريقيا جنوبي الصحراء. وقد ساهمت الأزمة الليبية، ووفاة القذافي – الذي كان على الرغم من كل شيء، ضابطا للحالة الجغرافية السياسية للمنطقة - في انتشار هذه المجموعات الجهادية في شمال مالي وفي منطقة الجنوب الجزائري
هل بالامكان القول ان افريقيا بشكل عام وشمال افريقيا بشكل خاص باتت ساحة جديدة للحرب الامريكية والغربية على الارهاب ؟
بديهي القول بأن أوروبا تعتبر منطقة الساحل الصحراوي، الأرضية الجديدة التي سيتشكل فيها مستقبلها الأمني. ففرنسا على وجه أخص، معنية بكل التطورات الأمنية في هذه المنطقة. فمذ وقت بعيد، كانت أوروبا قد أهملت التفاعلات الجارية بين ضفاف الصحراء؛ وقد أكدت الأزمة المالية استحالة إيجاد حلول من دون الأخذ بهذه التفاعلات بعين الاعتبار. فالولايات المتحدة الأمريكية حاولت إقناع الدول الأفريقية بضرورة تأسيس قوات مشتركة لمحاربة الظاهرة الإرهابية. واليوم، وعلى الرغم من كون الدول الإفريقية قد رفضت مشروع أفريكوم AFRICOM، فإنها تلهث وراء الغربيين لطلب مساعدة عسكرية
وما هي أكثر المناطق التي تعتبرها مفتوحة على هذه التنظيمات؟
إن شمال مالي والجنوب الجزائري عبارة عن معاقل مهمّة للتدريب والتجنيد؛ تشن منها هجمات ضد دول مثل النيجر؛ وحادثة أغاديز الأخيرة شاهدة على ذلك. ومنذ عملية سرفال (Serval)، أصبحت جبال تمدغين، وأغارغات، بالجنوب الجزائري، مناطق اختباء استراتيجي؛ غير أن القلق الأساسي لكل الجهات الأمنية ينبع من تشكل مجموعات إرهابية جنوب ليبيا؛ تملك قواعد للتدريب؛ والتجنيد المكثف للجهاديين من بينهم أفريقيون غربيون
ماهي أهداف القاعدة في هذه المنطقة وهل بالإمكان أن توضح لنا أكثر أهم التنظيمات الموجودة في المنطقة والتي تتبع تنظيم القاعدة؟
تهدف القاعدة إلى مهاجمة الغرب ومصالحه في كل بقاع الأرض، وتعمل (القاعدة في المغرب الإسلامي) بكل السبل على إصابة الأهداف الفرنسية؛ وقد دلّت مختلف الكتائب الجزائرية لأبي زيد وبلمختار على ذلك. فالجماعات كانت متعددة بقيادات متعددة كذلك قبل التدخل الفرنسي بمالي. لكن ثمة هيكلة جديدة للخريطة الآن لا تزال مجهولة تماما. ففي شهر أوت عام 2013 حدث التحام بين مجموعة مختار بلمختار (الملثمون) وحركة التوحيد والجهاد بأفريقيا الغربية؛ لتتشكل منها جماعة جديدة سميت بالمرابطين، وليس ثمة قراءة واضحة لتطورات الأمور في ليبيا إلى يومنا هذا. من يدرى ما سيؤول إليه عناصر أنصار الدين؛ منذ هجومهم على تونس
من هو العقل المدبر لهذه التنظيمات؟ وهل تتبع مباشرة الظواهري؟
لم تعد القاعدة تتبني استراتيجية القضايا الشاملة منذ التجربة الأفغانية. فالنظرية الجهادية تركز على التقاط الصراعات المحلية بإعطائها طابعا إسلاميا كما هو الحال بشمال مالي، مع المسألة الطارقية. في الوثائق المتروكة لدى هروب الإسلاميين من شمال مالي كان أبو الوليد الصحراوي مبتهجا من نجاحه في التمكن من إنشاء منطقة نزاعات، والقدرة على التقاط صراعات محلية مؤاتية لتجنيد الجهاديين. فلا نستطيع اليوم القول بوجود تنظيم مركزي للعناصر التي تنتسب إلى القاعدة، فالقاعدة تبدو أقرب إلى ماركة (علامة) يمكن أن يشمل كل تنظيم ينتسب إلى الجهادية.
فالأهم بالنسبة إلى هذه الجماعة هو إثارة الشعارات المناوئة للغرب؛ في وجه الأنظمة القائمة؛ وإيقاع الغرب في فخ التدخل العسكري، قد يكون في بعض الأحيان غير فعال، لكنه سوف يتم استثماره كمبرر إضافي لمحاربة «الصليبيين، والكفار»
برأيكم الى متى ستستمر هذه الحرب الجديدة على القاعدة ؟ من يدعم ويموّل هذه التنظيمات في منطقة الساحل الإفريقي ؟
أقول لبعض المسؤولين لدى الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة: إذا كنتم تنتظرون إقامة الجماعات المسلحة بين أظهرنا؛ لتحريك أساطيلكم الحربية إلينا؛ من أجل طردهم فاعلموا أننا خسرنا معا معركة في هذه الحرب التي هي معركة فكرية قبل كل شيء.
فتعبير الحرب ضد الإرهاب هو تعبير زائغ فهي حرب بلا جبهة، ولا عدو محددين، حرب ضد عدو ينتشر ويتحرك، لا يقاسم نفس العراقيل، ولا نفس المسؤوليات بالنسبة إلى احترام حياة الإنسان ولا لأبسط القيم. ففي منطقة الساحل، كانت بلداننا لا تهتم بتمويل الحركات السلفية والوهابية؛ التي قامت مقام الدولة في قطاعات غاية في الاستراتيجية كالتربية والخدمة الاجتماعية. وتحت غطاء الدعوة والإغاثة الإنسانية، حدثت محاولة لتطعيم المجتمع بمعتقدات غير متسامحة، تتسم بالإقصاء، مثل السلفية الوهابية.
في وقت شجعت فيه الفكرة السلفية تدمير مزارات الأولياء بتمبكتو كمزار سيدي بو سيد، نجد هذ الفكرة متجذرة في مستوى الشباب، والعملياتية ليست سوى عملية مرتبطة بالظروف التي لا يمكن توقعها. ويصعب اليوم التمييز بين الحركيين الإسلامين «الديموقراطيين الجدد»، وبين الذين يتبنّون تطرفا عنيفا، فالرجحان يحدث بسرعة، ولنا أمثلة ناطقة في شمال إفريقيا وفي مصر. فعلى الدول أن تعيد إلى المجتمعات المسلمة بإفريقيا اعتبارها وتتجنّب نقل الصراعات الإيديولوجية التي ليس لها فيها جذور تاريخية واجتماعية!.
تصوروا أن الإسلام دخل في إفريقيا منذ القرون الوسطى، وأن دولا كقطر والسعودية تموّل حركات تزعم أنها تسعى إلى أسلمتنا. فأفضل طريقة لمحاربة الإرهاب هي القضاء على جذور المظالم الاجتماعية. ويجب أن نكسب المعركة الفكرية عن طريق التربية والعدالة الاجتماعية. فلا ينبغي أن تفشل تجربة التحول الديمقراطي في تونس، وإلا ستكون كارثة على العالم العربي الإسلامي الذي يحتاج إلى نماذج نجاح داخلية؛ لا سيما وأن هناك آمالا جديدة أثارها التصويت على الدستور الجديد
This article was originally published here.